لماذا تصيب الآفات المزروعات؟
- تهاجم الآفات المزروعات بسبب نقص أو غياب المفترسات التي تفترس هذه الآفات وتتغذى عليها. ويعود غياب الأعداء الطبيعيين (المفترسات) إلى استخدام المبيدات الكيماوية التي تعمل على قتلها، فضلا عن غياب البيئة الطبيعية المناسبة والمتوازنة لها.
- تفتك الآفات بالمزروعات بسبب زراعة كميات كبيرة من محصول واحد (زراعة أحادية،) حيث تشكل هذه المحاصيل الأحادية غذاء جيدا وسهلا للآفات
- تصيب الآفات المزروعات لأن معظم المحاصيل “مهجنة” وبالتالي تسهل عملية نقلها لمسافات بعيدة عن موطنها الأصلي والاحتفاظ بها لفترات طويلة، على حساب امتلاكها المناعة القوية ضد الآفات وبالتالي مقاومتها.
- تعتبر التربة ذات الجودة السيئة والمتدنية وسطا مناسبا ومثاليا لانتشار آفات النباتات لأن التربة الفقيرة بالمغذيات والكائنات الحية المتنوعة الضرورية لحياة النبات، تؤدي لإصابة النبات بالأمراض. تماما كما أن الإنسان الذي يعاني من نظام صحي سيئ، يكون أكثر عرضة للأمراض.
- تنمو النباتات التي تتغذى على النيتروجين بصورته الكيميائية نموا سريعا، إلا أن جدران خلاياها تكون رقيقة وضعيفة، الأمر الذي يسهل على الآفات مهاجمتها. كما
أن التسميد الكيماوي النيتروجيني يحدث خللا في توازن البروتينات والكربوهيدرات، مما يجذب الحشرات إلى النباتات فتفتك بها
ما هي الخطط الوقائية التي يجب أن أتَّبع؟
في هذه التدوينة سنتحدث عن الخطة الوقائية غير الكيماوية ويمكننا تلخيصها في مجموعة من النقاط على الشكل الآتي:
- الزراعة المتداخلة، المتنوعة والمترافقة، بمعنى التنويع والتداخل في زراعة الخضروات وأشجار الفاكهة، ذلك أن الآفات غالبا ما تفتش عن غذائها حسب رائحته أو شكله، وبالتالي فإن الزراعة المتنوعة والمتداخلة للخضروات وأشجار الفاكهة تجعل من الصعب على الآفات التحرك بحرية بل أنها تخاطر بحياتها وتدخل في حالة إرباك وهي تقفز من نبتة لأخرى (جريا وراء غذائها،) بسبب الزيادة الكبيرة في احتمال افتراسها من قبل أعدائها الطبيعيين.
- زراعة أصناف وأنواع مختلفة تقلل من الخسارة التي قد تنتج عن هجوم الآفات، علما بأننا نستطيع أيضا زراعة أصناف مختلفة لنفس النوع، مثلا 4أصناف مختلفة من البندورة.
- التركيز على زراعة الأنواع والأصناف المقاومة للآفات والعمل على إكثارها. مثلا، إذا لم تهاجم الآفات صنفا معينا من الفاصوليا، بينما تهاجم أصنافا أخرى، عندئذ علينا وضع علامة (شريط) على النبتة غير المصابة بهدف الاحتفاظ بها للموسم اللاحق.
- المحافظة على تربة صحية وخصبة وذات بنية جيدة للنباتات. وهنا لا بد للمزارع أن يغير من توجهه، بحيث تصبح نظرته مرتكزة على أساس تغذية التربة (أي التعامل مع التربة كوسط حي) وليس على أساس تغذية النبات. وهذا التوجه يحتاج إلى تغيير جذري في المفهوم الشائع لدى معظم المزارعين.
- ترك المفترسات والأعداء الطبيعيات تقوم ببعض المهمات (بالنيابة عنك،) وذلك عبر توفير البيئة الحياتية المتنوعة والمناسبة لها (الأزهار والأشجار التي تشكل غذاء ومسكنا لها،) علما بأن العديد من المفترسات تجذبها الأزهار وبعض النباتات كالجزر والبازلاء وعائلات الملفوف وغيرها. لهذا يجب تركها تذهب للأزهار.
- اتباع نظام تغذية وري متوازن، فضلا عن ملاءمة الموقعونوع التربة مع نوع وطبيعة المزروعات.
- الاهتمام بنظافة الموقع الزراعي وإقامة المصائد والحواجز والفزاعات التي تعتبر مكملة لتقنيات مكافحة الآفات.
- اتباع نظام الدورة الزراعية وتعاقب المحاصيل.
- اختيار مواعيد الزراعة المناسبة، علما بأن المواعيد الصحيحة في الزراعة تقلل كثيرا من الآفات والحشرات الضارة.
- توفير التهوية الجيدة بين النباتات المختلفة.
إذن، وقاية المزروعات من الآفات تعني جميع الممارسات الزراعية السليمة في كل مراحل الزراعة، منذ الإعداد للزراعة وأثناءها وبعد جني المحصول والتخلص من بقاياه في آخر الموسم، فضلا عن الاحتياطات اللازمة أثناء التنقل من حقل إلى آخر وبالتالي عدم نقل الآفات من موقع مصاب إلى آخر غير مصاب من خلال الملابس وأدوات العمل، بالإضافة إلى تأكد المزارع من خلو المواد المنقولة (البذور والأشتال والمعدات) من الآفات وعدم دخول آفة جديدة إلى الحقل أو زيادة كميتها، وفي حالة دخولها وانتشارها يتم العمل سريعا على وقف انتشارها، حسب الطرق غير الكيماوية التي تطرقنا إليها سابقا
تعليقات
إرسال تعليق